تقنية تضاعف عمر بطارية السيارات الكهربائية ملايين الأميال

 تعتبر السيارات الكهربائية أحد أبرز الابتكارات التي غيرت شكل صناعة السيارات في السنوات الأخيرة. ففي وقتٍ كان يُنظر فيه إلى السيارات الكهربائية على أنها مجرد بديل صديق للبيئة للسيارات التقليدية، أصبح هذا النوع من المركبات الخيار الأول للكثير من المستهلكين بفضل التقدم الكبير في تقنيات البطاريات. لا سيما مع البطاريات مثل الليثيوم أيون والليثيوم فوسفات الحديد، التي ساعدت على زيادة الإقبال على السيارات الكهربائية بشكل غير مسبوق. ولكن، هل تعلم أن هناك تطورًا جديدًا قد يضاعف عمر بطاريات هذه السيارات بشكل غير متوقع؟ تقنية الأقطاب أحادية البلورة تعد بتغيير قواعد اللعبة تمامًا.

في هذا المقال، سنتعرف على هذه التقنية الجديدة التي أظهرت دراسة تمويلية من شركة تسلا أنها قد تمكن السيارات الكهربائية من قطع مسافات هائلة، مما يجعلها تتفوق على عمر المكونات الأخرى في السيارة. 

تقنية تضاعف عمر بطارية السيارات الكهربائية ملايين الأميال

ما هي الأقطاب أحادية البلورة؟

الأقطاب أحادية البلورة هي نوع متطور من الأقطاب الكهربائية التي تستخدم في البطاريات. تختلف هذه الأقطاب عن الأقطاب التقليدية المتعددة البلورات من حيث البنية البلورية للمادة الموصلة. في الأقطاب أحادية البلورة، تكون الخلايا البلورية مرتبطة بشكل أفضل، مما يجعلها أكثر مقاومة للتلف والاحتكاك أثناء عمليات الشحن والتفريغ.

كيف تؤثر الأقطاب أحادية البلورة على عمر البطارية؟

وفقًا للدراسة التي تم تمويلها من قبل شركة تسلا، أظهرت النتائج أن استخدام الأقطاب أحادية البلورة في بطاريات الليثيوم أيون يمكن أن يحدث فرقًا هائلًا في الأداء العام للبطارية. فقد أظهرت البطاريات التي تحتوي على هذه الأقطاب القدرة على الاحتفاظ بـ 80% من سعتها الأصلية بعد مرور ست سنوات من الاستخدام المستمر.

قدرة التحمل الاستثنائية

الميزة الأبرز لتقنية الأقطاب أحادية البلورة هي قدرتها على تحمل أكثر من 20,000 دورة شحن وتفريغ. هذا يعني أن البطارية يمكن أن تدوم لفترة طويلة، حتى عند الاستخدام المكثف. وبالنسبة للسيارات الكهربائية، فإن هذا يعني ببساطة أنه يمكن للبطارية أن تدوم لمسافة تصل إلى حوالي 5 ملايين ميل (أي ما يعادل 8 ملايين كيلومتر)، وهو ما يعد تغييرًا جذريًا في قدرة البطاريات على التحمل.

مقارنة مع البطاريات التقليدية

في المقابل، البطاريات التقليدية التي تحتوي على أقطاب متعددة البلورات، تفقد سعتها بشكل أسرع. دراسة تسلا أظهرت أن البطاريات التقليدية تبدأ في التأثر بعد حوالي 2.5 عام من الاستخدام المستمر، حيث تظهر تشققات صغيرة في الأقطاب، مما يؤدي إلى تراجع قدرتها على تخزين الطاقة. وفي النهاية، تبدأ البطاريات التقليدية في تقليص المسافة التي يمكن للسيارة قطعها مع كل شحنة.

كيف ستؤثر هذه التقنية على المستقبل؟

سيارة كهربائية مكان البطارية

 إذا كانت هذه التقنية الجديدة في الأقطاب أحادية البلورة قابلة للتطبيق بشكل واسع في صناعة السيارات الكهربائية، فإنها قد تمثل تحولًا كبيرًا في صناعة السيارات الكهربائية بشكل عام. فمن خلال تحسين عمر البطارية وزيادة مسافة القيادة لكل شحنة، يمكن أن تصبح السيارات الكهربائية أكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية والبيئية. إضافةً إلى ذلك، ستساهم في تقليل الحاجة للاستبدال المبكر للبطاريات، مما يقلل من التكاليف التشغيلية للمستهلكين.

ماذا يعني هذا للمستهلكين؟

تقنيّة الأقطاب أحادية البلورة قد تعني للمستهلكين العديد من الفوائد. أولًا، ستساهم في زيادة استقلالية السيارات الكهربائية عن محطات الشحن، مما يعني أنهم سيحتاجون إلى شحن سيارتهم الكهربائية أقل بكثير مقارنةً بما هو الحال في السيارات التقليدية. ثانيًا، ستساعد هذه التقنية في خفض التكاليف المستقبلية، إذ سيكون من غير الضروري تغيير البطارية بعد فترة قصيرة من الزمن.

وبالنظر إلى أن البطارية تمثل الجزء الأكبر من تكلفة السيارة الكهربائية، فإن هذه التقنية يمكن أن تجعل السيارات الكهربائية أكثر قابلية للوصول من حيث التكلفة، وتزيد من جاذبيتها بالنسبة للكثير من المشترين.

الخلاصة

تعتبر تقنية الأقطاب أحادية البلورة في بطاريات السيارات الكهربائية خطوة هائلة نحو تحسين أداء هذه المركبات. من خلال تقديم بطاريات أكثر كفاءة وطويلة الأمد، هذه التقنية يمكن أن تجعل السيارات الكهربائية الخيار الأفضل للمستهلكين في المستقبل القريب. مع إمكانية قطع مسافات هائلة تصل إلى 5 ملايين ميل، سنرى بلا شك تطورًا كبيرًا في هذا القطاع. إذا كنت من المهتمين بالتكنولوجيا أو تفكر في شراء سيارة كهربائية، فهذه التقنية يجب أن تكون على رأس اهتماماتك.

هل لديك أي استفسارات؟ شاركها في التعليقات! 

علي ماهر
علي ماهر
خبرة 11 عامًا في كتابة المقالات في مجالات متنوعة مثل التقنية، السيارات، الساتلايت. يمكن متابعة مقالاتي والتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيسبوك - X (تويتر سابقًا) - لينكدإن
تعليقات