ذكاء اصطناعي: هل نودع التفاعل الحقيقي على السوشيال ميديا؟

"هل تساءلت يومًا إذا كان الشخص الذي تتحدث معه على السوشيال ميديا حقيقيًا؟ قريبًا، قد تصبح هذه الشكوك حقيقة مع إعلان ميتا عن إطلاق حسابات افتراضية تعتمد على الذكاء الاصطناعي."

أعلنت شركة "ميتا"، المالكة لفيسبوك، إنستاجرام، واتساب، وثريدز، عن خطتها لتفعيل مستخدمين افتراضيين بالذكاء الاصطناعي على منصاتها. الهدف؟ زيادة التفاعل، في ظل تراجع أعداد المستخدمين النشطين يوميًا.  

هل نودّع التفاعل الحقيقي على السوشيال ميديا؟ مستخدمين افتراضيين بالذكاء الاصطناعي

ما الجديد؟

تطرح هذه الخطوة تساؤلات عميقة حول مستقبل التفاعل الرقمي. إذا لم نعد نعلم من هو "الحقيقي" على المنصة، فكيف سنثق في النقاشات؟

1- التفاعل غير البشري:
قد تتحول النقاشات من كونها عفوية وطبيعية إلى كونها موجهة لأغراض خفية، مثل جمع البيانات أو التأثير في الرأي العام.
2- الإعلانات في خطر:
مع جمهور مختلط بين الحقيقي والافتراضي، هل سيظل المعلنون يثقون في أن أموالهم تصل إلى جمهور فعلي؟

لكن الأمر لا يتوقف هنا، فالأبعاد النفسية والاجتماعية لهذه الخطوة قد تكون أكثر تأثيرًا مما نتخيل.


الأبعاد الاجتماعية والنفسية

هنا يظهر جانب آخر من المشكلة: كيف سيتعامل المستخدمون مع عالم يزداد غموضًا؟

  • فقدان الثقة: مع الوقت، سيبدأ المستخدمون في التشكيك بكل تفاعل رقمي. هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تراجع استخدام المنصات.
  • العزلة الرقمية: قد يبحث المستخدمون عن بدائل أكثر واقعية، حيث يكون التفاعل الإنساني هو المحور الأساسي.

ورغم هذه المخاوف، فإن ميتا تراهن على قبول المستخدمين لهذا التغيير. لكن هل يتعارض هذا مع القوانين والأخلاقيات؟


هل من أبعاد قانونية وأخلاقية؟

الخطوة تفتح الباب أمام تساؤلات أكبر تتعلق بالحقوق والشفافية.

  • هل ستتدخل الحكومات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المنصات الاجتماعية؟
  • كيف ستضمن الشركات أن البيانات التي يتم جمعها تُستخدم بشكل قانوني؟

مع هذه الأسئلة، يصبح من الضروري النظر إلى التأثير على المعلنين، باعتبارهم من أهم ركائز الاقتصاد الرقمي.


ماذا عن المعلنين؟

الإعلانات هي عصب الحياة لهذه المنصات، ومع ذلك، فإن وجود جمهور افتراضي قد يُحدث هزة في هذا النموذج.

  • ثقة المعلنين: إذا لم تعد الإعلانات تصل إلى جمهور حقيقي، قد يفقد المعلنون الثقة، مما يُهدد أرباح المنصات.
  • فرص جديدة: لكن ماذا لو كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على خلق تفاعل حقيقي من المستخدمين الفعليين؟

هنا يظهر اختلاف استراتيجيات ميتا عن المنصات الأخرى، مثل تويتر أو تيك توك، التي تعتمد بشكل أكبر على تحسين تجربة المستخدم الحقيقي.


نظرة مستقبلية

لكن يبدو أن ميتا ترى أبعد من التفاعل البشري التقليدي.

  • الهدف الحقيقي هو تدريب الذكاء الاصطناعي على فهم اللهجات والثقافات المختلفة.
  • ربما تفتح هذه الخطوة الباب لمزيد من التطورات التقنية التي تعيد تعريف فكرة "التواصل الرقمي".

لكن هل ستقبل الأجيال الجديدة، التي تعتمد على هذه المنصات بشكل كبير، هذا النوع من التفاعل؟


كيف نحمي أنفسنا؟

حتى مع هذا التغير الكبير، يبقى للمستخدمين دور في حماية تجاربهم الرقمية.

  • التحقق من الحسابات: يجب أن نكون أكثر حذرًا قبل التفاعل مع أي حساب مجهول.
  • تجنب النقاشات المثيرة للجدل: المواضيع الموجهة قد تكون مفتعلة، مما يجعل تجاهلها هو الخيار الأفضل.

وفي النهاية، يبدو أن المستخدمين يواجهون تحديًا جديدًا في عالم أصبح فيه "الذكاء الاصطناعي" جزءًا من الحياة اليومية.


رأي الخبراء

يقول الدكتور "جون سميث"، خبير الذكاء الاصطناعي:
"بينما يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة لتطوير التفاعل الرقمي، فإنه يضع تحديات أخلاقية وتقنية تحتاج لحلول واضحة. مستقبل السوشيال ميديا يعتمد على توازن بين التقنية والشفافية."


الخلاصة
في عالم يتجه سريعًا نحو الأتمتة، يبقى السؤال:
"هل نحن مستعدون للتخلي عن التواصل الحقيقي مقابل المزيد من التكنولوجيا؟"
شاركنا رأيك، هل ترى أن هذه الخطوة تخدم المستخدمين أم الشركات فقط؟ 

مصادر: 1 2

علي ماهر
علي ماهر
خبرة 11 عامًا في كتابة المقالات في مجالات متنوعة مثل التقنية، السيارات، الساتلايت. يمكن متابعة مقالاتي والتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيسبوك - X (تويتر سابقًا) - لينكدإن
تعليقات