يتناول هذا المقال تأثير التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي على مهنة المحاماة والمهن القانونية بشكل عام، يتم استكشاف التحول الذي يطرأ على هذه المهن في ظل استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات. كما يتناول الموضوع أيضًا الفرص والتحديات التي يواجهها المهنيون في هذا المجال وما يمكن أن يحدث في المستقبل في ظل استمرار التطور التكنولوجي.
هل سيتحكم الذكاء الإصطناعي في مستقبل المحاماة والقانون؟
بص ياسيدي مع بداية الثورة التكنولوجية واللي بنطلق عليها الثورة الصناعية الرابعة وتطور أنظمة وتقنيات الذكاء الإصطناعي والتقنيات الحديثة الناشئة تولد هاجس عند غالبية الناس وهو إن التكنولوجيا هتحل محل البشر!!
طب هل يا ترى دا حقيقي !!؟
التحول الرقمي في المحاماة: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على المهنة؟
فجأة بدأت الكاميرات تطور وبقت الجودة أفضل بس لسه محتاجين نحمض الصور ونعمل عملية تحميض مرهقة.
بعد كده الكاميرات تطورت أكتر والعدسات بقت أفضل وبقى فيه ميموري كارد واختفت عمليات التحميض المرهقة، وبقى المصور بيقدر يتحكم في العدسات والإضاءة والصورة.
الكاميرات تطورت أكتر وأكتر والعدسات كذلك وبقت الكاميرا بتظبط العدسات بتاعتها تلقائياً وفقاً لإضاءة المكان والوضع الأفضل وفقاً للألوان الموجودة ولون بشرة اللي بيتصوروا وبقى تدخل المصور قليل مش زي الأول.
السؤال هنا .. هل مهنة المصور اختفت !!؟
الإجابة لا .. ولكن المهنة معالمها اختلفت وكل ما كان المصور معاه أحدث الكاميرات وبيعرف يتعامل معاها وياخد shoots حلوة كل ما كان مبدع في مهنته، لكن اللي لسه بيصور بكاميرا عادية مبقاش قادر ينافسه.
هي دي التكنولوجيا.. بتسهل وبتساعدك على التطوير لكن مش بتهدد مهنتك.
مستقبل المهن القانونية في ظل التطور السريع للذكاء الإصطناعي
الكلام على إن فيه محام روبوت أو قاضي روبوت هي مجرد اجتهادات تكنولوجية بسيطة من الدول لخلق شهرة ليها لأن التكنولوجيا هنا بتستخدم في أضيق أضيق المهام اللي مش محتاجة تدخل بشري زي مراجعة استيفاء أوراق أو عقود.. مهام بسيطة جداً كان بيقوم بيها المحامي أو القاضي لكن متقدرش تقول إن التكنولوجيا بتنافس المحامين أو القضاة لأن المهن دي فيها جزء كبير إنساني مينفعش الآلة تتدخل فيه.
إلى الآن مفيش حد يقدر يستغنى تماماً عن التواجد البشري وحتى لما بدأت شركات تصنيع السيارات ذاتية القيادة في عمل تجارب ليها كان فيه عيوب كتيرة ظهرت ولسه بيعالجوها، ويعتبر السائق البشري إلى الآن بكل عيوبه فهو أمن من الآلة.
طيب احنا دورنا ايه الفترة دي!؟
دورنا اننا نتطور بتطور شكل الحياة يعني مثلا المثال اللي ذكرته لو انت مصور وتمسكت بالكاميرا اللي بتصور على فيلم عشان مبتعرفش تتعامل مع التكنولوجيا وتعمل edits للصور فأنت خسرت وظيفتك.. الفترة دي كل المهن معالمها بتتغير مع دخول التكنولوجيا فيها فأنت دورك تطور مع التطور اللي بيحدث عشان متفقدش وظيفتك لأن التكنولوجيا بتطور أداءك مش بتنافسك.
هل سيحل الذكاء الإصطناعي والمحامي الروبوت محل المحامي البشري
في إطار التطور والتنامي الملحوظ لتقنيات الذكاء الإصطناعي، أصبحت تشكل مصدر قلق كبير لدى العديد من المهن البشرية نظراً لقدرتها الكبيرة على معالجة كم هائل من البيانات وبسرعة تفوق الإنسان البشري وبنتائج تزيد دقتها عن الإنسان البشري، ومن ضمن المهن التي اقتحم الذكاء الإصطناعي سبر أغوارها مهنة المحاماة.
فقد كشفت دراسة نشرت في أغسطس 2018 على منصة لوجيكس Law Geex ، وهي منصة رائدة في مراجعة العقود بالذكاء الاصطناعي، أن من ضمن المهن التي يتفوق فيها الذكاء الإصطناعي على الإنسان البشري هي مهنة المحاماة وعلى وجه التحديد، صياغة العقود ومراجعتها بدقة.
وفي هذه الدراسة، أجريت تجربة تم فيها اختيار 20 محامياً ماهراً لمواجهة الذكاء الإصطناعي في منصة لوجيكس Law Geex لمراجعة مسودة خمس عقود لإتفاقيات مختلفة وصممت ظروف الدراسة لتشبه الطريقة التي يراجع فيها المحامون عادة العقود اليومية .
وبعد شهرين من الإختبار أنجز الذكاء الاصطناعي المهمة بدقة تصل نسبتها إلى 94%، بينما كان متوسط دقة المحامين 85%، وأظهرت الدراسة أن البشر يمكنهم غالباً مواكبة الذكاء الإصطناعي من ناحية الدقة في مراجعة العقود، لكن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بسرعة الإنجاز.
فقد استغرق المحامون 92 دقيقة في المتوسط للإنتهاء من مراجعة العقود، وكان أطول مده احتاجها أحد المحامين هي 156 دقيقة، والأقل مدة 51 دقيقة، بينما لم يستغرق الأمر من الذكاء الإصطناعي سوى 26 ثانية فقط.
ولفتت دراسة لو جيكس Law Geex الإنتباه إلى النجاح الذي حققته تجربة “روس Ross ” أول محامي روبوت ابتكرته مؤسسة “روس انتليجانس Ross intelligence ” في عام 2016، بواسطة “IBM Watson”، التابع لشركة “IBM”.
ويقدم “روس Ross ” اليوم خدماته بنجاح في شركة المحاماة الشهيرة ” بيكر آند هوستيتلر” المتخصص في قضايا الإفلاس، وأارت الدراسة أن التكلفة الباهظة للإستعانة بخدمات المحامين في الولايات المتحدة ستدفع الكثيرين إلى الإهتمام بمزيد من الإبتكارات الذكية في عالم القانون والمحاماة.
ويقول “أندرو أرودا”، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة المحاماة ” بيكر آند هوستيتلر” ، إنه يمكن من خلال “Ross”، تحجيم المحامين الذين يطلبون مبالغ مالية غالباً ما تكون باهظة مقابل الإستشارات القانونية، أو توضيحات حول حيثيات الأحكام القضائية، وتقديم الخدمات القانونية بسعر مناسب لكافة المواطنين الأمريكين، وأضاف أندرو أن التحدي الحقيقي في بناء “Ross” حتى الآن، هو إيجاد وسيلة تجعله يفكر بطريقة بديهية، وبرمجته للرد على استفسارات الناس بالطريقة المعتادة بين البشر، وليس فقط من خلال رسائل صوتية وكلمات رئيسية محملة على ذاكرته.
كما قد ظهر مشروع جديد يحمل اسم “لومينانس” ابتكره طلاب بجامعة كيمبردج بالتعاون مع محامين في مكتب “سلوتر أند ماي” للاستشارات القانونية ، يستخدم هذا المشروع الذكاء الإصطناعي لقراءة الوثائق وتسريع الإجراءات القانونية المتعلقة بالصفقات .
وفي السعودية ظهر مؤخراً ومنذ أيامٍ قليلة تطبيق ” المحرر القانوني ” وهو بوت عربي قادر على صياغة العقود والإتفاقيات والخطابات والنماذج في ثواني قليلة، وبدون أي تكلفة أو حتى معرفة قانونية مسبقة.
وهناك الكثير والكثير من النماذج والتطبيقات الناتجة عن دخول التقنيات الحديثة مثل الذكاء الإصطناعي عالم المحاماة، وأثرها على تقديم الخدمات القانونية بشكل أسرع وبتكلفة أقل.
ومن استعراض النماذج السابقة، يطرأ في أذهاننا هذا التساؤل “هل سينافس الذكاء الإصطناعي المحامين في مهنتهم .. هل ستتفوق خوارزميات الذكاء الإصطناعي على المحامين البشر وسيحل المحامي الروبوت محل المحامي البشري ؟
هل يمكن للذكاء الاصطناعي استبدال المحامي؟ دراسة حالة في القانون
وللإجابة على هذا التساؤل لابد أن نستعرض مدى قدرة كلا من الذكاء الإصطناعي والمحامي البشري في أعمال المحاماة.
في الوقت الحالي، يقتصر الذكاء الاصطناعي في القانون بشكل أساسي على البحث ، حيث يتخذ شكل “خدمات البحث عبر الإنترنت ” بشكل أسرع وبنتائج أعلى عكس حيث المحامون الذين يقضون وقتاً أطول في البحث في الكتب التي لا نهاية لها، في حين أنه يمكن للذكاء الإصطناعي البحث وقراءة المستندات وتفسيرها وتحديد النتائج ذات الصلة في غضون ثواني قليلة.
يتفوق المحامون على الذكاء الإصطناعي في تقديم الإستشارات القانونية وإجراء التحليلات القانونية والتي تعطي قيمة إضافية للإستشارة أثناء تقديمها إلى العميل أما الذكاء الاصطناعي لايمكنه تقديم نصيحة محددة للعميل بشأن مسألة محددة، ولكن يمكنه الإجابة على أسئلة قانونية بسيطة وشائعة.
الذكاء الاصطناعي والمحاماة: فرص وتحديات
يوفر الذكاء الإصطناعي وقت المحامين، حيث لا يتعين عليهم الإجابة على نفس الأسئلة القانونية القديمة بشكل متكرر وإنما يتم توكيل الذكاء الإصطناعي في هذه المهمة، كما يتم استخدام خوازميات التعلم الألي للتنبؤ بنتيجة القضية بناءً على تحليل قرارات المحكمة السابقة وعوامل أخرى، وبالتالي يُمكّن المحامين من اتخاذ قرارات أفضل وإعطاء نصائح أفضل بناءً على التنبؤ بالنتيجة.
وبالتالي يتضح لنا أنه وإن كانت خوارزميات الذكاء الإصطناعي قد أثبتت تفوقها على المحامي البشري في بعض المهام، إلا أن لكل منهم مايميزه، وبالتالي نجد أن دخول الذكاء الإصطناعي لمجال المحاماة وعمل الذكاء الإصطناعي بجانب المحامي البشري سيكون مصدر قوة للمحامي البشري، فسيتولى الذكاء الإصطناعي أداء المهام الروتينية التي تستهلك الوقت مثل مراجعة العقود واستغراق الكثير من الوقت في البحث بين الكتب والمجلدات، والرد على الإستشارات والأسئلة القانونية المتكررة، مما سيتيح له الوقت للتفرغ للمهام التي تتطلب جهداً أكثر وتركيزاً أكثر مثل صياغة المذكرات والدفوع القانونية والتحليل القانوني.
وبالتالي فلا أعتقد أن الذكاء الإصطناعي أو مايسمى بالمحامي الروبوت قد يحل محل المحامي البشري وإنما سيعمل كليهما سوياً مع بعضهما البعض وسيكونان فريق عمل رائع مزيج بين تقنية الذكاء الإصطناعي والعقل البشري، وهو ماسيسهم كثيراً في تطوير سوق العمل القانوني وتقديم الخدمات القانونية.
لا يمكن كتابة الدفاع في القضايا وحتي إبداء الرأي القانوني في العقود إلا للعقل البشري دون سواه ، أكثر من ذلك إن المحامي شأنه شأن الطبيب عند التشخيص وعند إجراء الجراحه ، بل إن المحامي في كتابة دفاعه في بعض القضايا يفوق ميكانيزمه ميكانيزم أي مهنة أخري لو كانوا يعلمون ، وهذا عن المحام الحقيقي صاحب الموهبة وإعمال الضمير ، أما من يقوم بالقص واللزق فإنه ليس من المحاماة في شئ ، هنا في البلاد العرب أو هناك في بلاد العجم .
خاتمة: في هذا المقال تحدثنا عن تغيير الطريقة التي تعمل بها المحامون: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على المهنة؟ وهل سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير طريقة تقديم الخدمات القانونية؟ ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على تطور مهنة المحاماة والقانون في المستقبل