الهندسة العكسية وسر تقدم دول شرق اسيا في صناعة السيارات

قرأت كثيرا عن الاسباب التى ادت الى تقدم دول شرق اسيا و توصلت الى احد الاسباب الهامة و هى استخدامهم المفرط لما يسمى بالهندسة العكسية و هى ما اود ان اوضحها لكم حتى نستفيد منها و قد جربتها بنفسى فى مجال الالكترونيات و افادتنى كثيراً . 

 

الهندسة العكسية وسر تقدم دول شرق اسيا في صناعة السيارات



فكما نعلم ان اليابان اصيبت بهزيمة كبيرة فى الحرب العالمية الثانية و لكن الشعب رفض الخضوع للهزيمة و لم يصاب بالاحباط رغم فداحة الخسائر البشرية و المادية التى تكبدها خلال هذه الحرب


و بالفعل بدأ سريعا يلملم نفسه من جديد و يعيد بناء مصانعه التي تهدمت في الحرب فلم يكن الوقت فى صالحه كى يبدأ من الصفر فى اى شىء


وعلى الفور قامت اليابان بارسال بعثات الى امريكا و الدول الاوروبية لزيارة المصانع الكبرى لنقل احدث التكنولوجيا التى وصلت اليها هذه الدول و البدء فى تطبيقها من حيث انتهى الاخرون


و قد كان لليابان السبق فى استخدام ما يسمى بالهندسة العكسية و منها انتقلت هذه الفكرة الى كل دول شرق اسيا .


و المقصود بالهندسة العكسية هو الحصول على المنتج كامل سواء كان سيارات او طائرات او اجهزة او غيرها ثم تفكيكه تماما الى قطع صغيرة لمعرفة كيفية تكوينه ثم تصنيع جميع مكوناته و تجميعه مرة اخرى
و ليس هذا فحسب بل اضافة بعض التعديلات علي المنتج ان امكن او اعادة تصنيعه كما هو تماما اى عمل عكس حركة تصنيعه و تركيبه مرة اخرى بعد معرفة تفاصيله بالكامل


و ما يهمنا فى هذا الامر هو كيفية حدوث ذلك و ماذا لو طبقنا هذه النظرية علينا نحن المصرين لتصنيع سيارة مصرية كاملة مثلا! 🤔


فهل من المنطق ان نبدأ من الصفر فى تصنيع السيارة و نخترع العجلة من جديد ؟🤨


ام سنبدأ من حيث انتهى الاخرون كما فعلت دول شرق اسيا🤨


اعتقد انه من الافضل السير على نهج هذه الدول التى اثبتت نجاحها ✋


فما علينا الا ان نختار ما يناسب احتياجاتنا من سيارة تتماشى مع السوق المصرى ثم نقوم بتفكيكها تماما كما فى الصورة التالية... 


ثم بعد ذلك نقوم بفحص كل قطعة و نرسلها الى الجهة او المصنع الذى يستطيع القيام بتصنيعها.
و هى ما تسمى بالصناعات المكملة او المغذية او الصغيرة


بمعنى ان اى شركة سيارات فى العالم لا تقوم بتصنيع كل مكونات السيارة بنفسها 


بل تقوم باخذ الاطارات من مصنع متخصص و اخذ البطاريات من مصنع اخر و الفرش من مصنع اخر و الدوائر الالكترونية من مصنع متخصص و هكذا.....


و كل شىء تأخذه الشركة حسب متطلباتها و مواصفاتها من مصانع مختلفة و متخصصة
و في النهاية يخرج كل هذا على شكل سيارة من انتاجها و بأسمها... 


و هناك دول مثل الصين وصلت الى درجة غير مسبوقة فى احتراف الهندسة العكسية
حتى اصبحت تستطيع ان تقوم بأعادة تصنيع اى جهاز او اى قطعة يحصلوا عليها او يطلب مثلها منهم
و مهما كانت هذه القطعة يقوموا فتفكيكها و عمل مثيل لها متطابق الي حد كبير 😲


لدرجة انهم تخطوا الاجهزة التقليدية و السيارات و غيرها و دخلوا فى الهندسة العكسية لاخطر شىء ممكن حدوثه


و هو كسر شفرات وحدات التحكم الإلكتروني و الميكروبروسيسور او الميكروكنترولر و فتح ما عليها من برامج مشفرة و اخذ نسخة منها و تكرارها😲


و بذلك يكونوا قد تخطوا كل شىء فى الهندسة العكسية و اصبح الطريق امامهم مفتوح لتصنيع اى شىء فى العالم من الابرة للصاروخ☢️


و قد شاهدنا كيف قاموا بتقليد العديد من السيارات و المعدات العسكرية و وضعوا عليها اسماء مختلفة .


و من خلال هذا التمهيد و التعريف بالهندسة العكسية و ماذا فعلته مع من سبقونا فى هذا المجال
اعتقد اننا ادركنا الان مدى اهميتها بالنسبة لنا .


و بالتالى فمن البديهى عندما نفكر فى صناعة سيارة مصرية مثلا ان نختار سيارة موجودة بالفعل و تتناسب مع احتياجاتنا 


ثم نقوم بتفكيكها و اعادة تصنيع كل جزء بها و تطويره و التعديل عليه ان امكن ثم بعد ذلك اضافة اللمسة المصرية لها فى الشكل الخارجى حتى لا تخرج كما هى نسخة مشابهة للاصلية و نصبح فى نظر العالم مقلدين مثل الصين فلننقل الجوهر و نقوم نحن بوضع المظهر ✍️


و هذا هو اضعف الايمان لتصنيع سيارة مصرية محلية على سبيل المثال...
و لا يتبقى شىء سوى وجود رجل اعمال جرىء يتبنى هذه الخطوة لتمويلها ثم بعد ذلك اختيار الاسم المناسب للسيارة و دمتم . ✋ 

افكار من وحي الواقع:

لانحتاج الى تفكيك السيارات لصناعة مثلها لان لدينا فنيين يحفظون جميع القطع وقادرون على صناعة افضل منها لكن الامر سياسي اكثر من ان يكون صناعي وخبرة لان رؤسائنا يخضعون لاول درس بعد استلامهم الحكم وهو كيفية الحفاظ على المنصب والجواب يكون في امرين رئيسيين وهما
1- على مبدأ جوع كلبك بيلحقك واستبدال كلبك بشعبك
2- حافظ على كلبك بعيدا عن اللحم حتى لا يعرف طعمه وعند استبدال كلمة لحم بالرفاهية سيبقى هذا الشعب بعيدا كل البعد عن المطالبة برفاهيته لانه لايفكر الا بلقمة عيشه وهكذا يستمر الجهل في بلادنا العربية ويبقى اسم بلادنا بلاد العالم الثالث.

 

يعتمد اقتصاد اي بلد على دراسة الموارد الطبيعية والموارد البشرية ....
ثم مطابقة هذان المساران لتحقيق التنمية الاقتصادية ....
لنأخذ مصر ...
لديها النيل .....يجب أن تتجه زراعيا
بينما هي تستورد القمح على سبيل المثال لا الحصر
السودان ....
يملك 30 مليون بقرة مقارنة بهولندا 8مليون بقرة
أخي العزيز ...
العبرة ليست في الهندسة او الهندسة العكسية .....
الحقيقة ...
السياسات الاقتصادية خاطئة ...

 دون ارادة سياسية لا تتحقق هذه الامور لانه بكل بساطة الغرب يريدنا ان نبقى في تبعية لهم لذلك نحن محكمون من قبل سياسيين فاشلين و في تبعية للغرب

هل انظمة الاستبداد العربية ستسمح بهذه الخطوة وهل انظمة الغرب التي تنظر لنا كأسواق استهلاكية ستسمح لنا بالأمن الاقتصادي والغذائي ..... إلخ .
لنا في مصنع السيارات ومصنع القطارات ومصنع الرقائق الالكترونية في الاردن مثال على ذلك فتم تعقيد الامور والبيروقراطية المقيته حتى احبط الاول وهرب الثاني الى تركيا برأس مال يقدر ب 400 مليون دولار . والثالث ذهب الى أمريكا . والامثلة في سجننا العربي الكبير كبيرة لا تحصى

يمكنك الاطلاع على المزيد من المقالات المتعلقة بالسيارات مثل:


المصدر:

سحر الالكترونيات و الميكانيكا 

علي ماهر
علي ماهر
كاتب متخصص خبرة تفوق 11 عامًا في كتابة المقالات في مجالات متنوعة مثل التقنية، السيارات، الساتلايت. أهدف لتقديم معلومات موثوقة تسهم في تعزيز المعرفة. أؤمن بأن المعرفة هي مفتاح النجاح والتغيير الإيجابي، وأسعى لتمكين القراء من تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية. يمكن متابعة مقالاتي والتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيسبوك - X (تويتر سابقًا) - لينكدإن
تعليقات