كيف تعاملت شركة Johnson & Johnson مع اتهامات مقتل العملاء

 

شركة Johnson & Johnson: أعظم حالات إدارة الأزمات في تاريخ البيزنس



الدواء فيه سم قاتل،الـ Case Study دي مصنفة انها من أعظم حالات إدارة الأزمات في تاريخ البيزنس، وده مش كلامنا على فكرة، ده كلام كتير من جامعات العالم اللي بتدرس القصة دي في مناهج الـ MBA بتاعتها.. 




قد يهمك:
استراتيجية Fake it till you make it وشركة المحاسبة ScaleFactor
Laundroid الجهاز الخارق الذي قضي علي نفسه بالتكلفة
عندما يكون لديك منتج عظيم ولكن منافسك هو عميلك فهذه هي المشكلة


سنة 1982 في 7 حالات وفاة حصلوا في شيكاغو في الولايات المتحدة، العامل المشترك بينهم انهم كانوا واخدين أقراص من دواء تايلنول قبل مايتوفوا على طول.. وده دواء عبارة عن أقراص مسكنة للصداع والآلام من شركة Johnson & Johnson .. حاجة زي بانادول كدة


الربط ده لما حصل والشرطة بدأت تحقق الموضوع اتحول لقضية رأي عام، لأن ده كان واحد من أشهر المسكنات الموجودة في الولايات المتحدة وقتها وكان الكل بيستخدمه تقريباً، وكان موجود منه في السوق حوالي 31 مليون علبة! 


مش بس كدة ده أهالي الضحايا وكلوا محاميين ورفعوا قضية على الشركة، واحد منهم طلب تعويض مليون دولار من الشركة لموكله.
سمعة الشركة طبعاً اتضربت في مقتل وأسهمها اتخسف بيها الأرض، أول قرار الشركة خدته بشكل سريع هو سحب جميع علب التايلنول الموجودة في السوق، الـ 31 مليون علبة دول كانت قيمتهم تتجاوز الـ 100 مليون دولار، ووقفت بشكل مباشر جميع الحملات الاعلانية بتاعتها للمنتج.


تاني قرار خدته الشركة انها طلعت بيان رسمي عاجل وقالت انهم متأكدين ان الدواء سليم 100% ومفيهوش أي شيء وعلشان يكتشفوا اللي حصل فتحوا ميزانية مفتوحة للشرطة الأمريكية ومشاركتهم في البحث عن دليل براءتهم ومعرفة سبب اللي حصل.



قد يهمك:
شركة Segway: عندما تتحدي اساسيات التسويق فتسقط
عندما تكون قوتك هي سبب افلاسك Munchery
دوت كوم: ازمة اقتصادية كادت ان تدمر أمازن
كيف قضت سياسات اوبر الاحتكارية علي خدمة أسطي في مصر وامثالها؟
هل ستكون نهاية موقع ساوندكلاود؟
لا تبع المياه في حارة السقيين: لماذا انهارت مجموعة دومينوز بيتزا في ايطاليا
الاستثمار بدون تخطيط: شركة Beepi من 560 مليون دولار الي البخس
185 مليون دولار في الهواء: عملية الاستثمار الاكثر غباء علي الاطلاق!
فن التسويق: كيف وصلت العلامة التجارية Supreme الي هذه المكانة


اكتشفوا ان العلب اللي خد منها الضحايا مفتوحة "يعني مش مقفولة بختم المصنع" والاقراص جوه مضاف عليها مادة السيانيد السامة، الـ 7 علب بتوع الضحايا كانوا كلهم مضاف اليها المادة دي، وجزء متفرق من العلب اللي لموها من المتاجر والصيدليات في شيكاغو كان مضاف فيها المادة السامة دي.


التحقيقات وصلت في الآخر ان في تشكيل عصابي هو اللي عمل كدة، وكانوا بشكل او بآخر بيقدروا يوصلوا للعلب على الرفوف ويفتحوها ويضيفوا ليها المادة السامة ويقفلوها تاني، وحصلت الشركة على البراءة من الشرطة الأمريكية وبدأوا يدوروا على التشكيل العصابي ده.


طبعاً البراءة دي على ماتنتشر والثقة ترجع تاني في الشركة هيكون عدى وقت طويل جداً والشركة هتكون أفلست، فكان لازم ياخدوا قرار تالت سريع جداً.


الشركة عملت حملة إعلانية ضخمة جداً في الولايات المتحدة كلها، وأعلنت عن جائزة قيمتها 100 ألف دولار لأي حد يدلهم على شخص واحد من اللي عمل كدة، المبلغ المطروح كان ضخم جداً والحملة لقت صدى واسع جداً بسبب المبلغ، ومع ان محدش عرف مين اللي عمل كدة ولا قدروا يوصلوله لحد دلوقتي، لكن الشركة بالقرار ده عرفت ازاي توصل لكل الناس بحملتها الاعلانية وتقولهم احنا براءة.


القرار الرابع بقى، انها أعلنت استبدال جميع علب التايلنول بعلب مقاومة للتلاعب، يعني لو العلبة اتفتحت مستحيل تقدر تقفلها تاني زي المصنع او حتى قريب منه، وهيبان ان العلبة مفتوحة.


القرار الخامس ان أي حد هيشتري علبة تايلنول هياخد كوبون خصم قيمته 2.5 دولار لما يشتري أي منتج من منتجات جونسون آند جونسون مرة تانية.


الرأي العام والصحافة والاعلام وقتها أشادوا اشادة تامة بكل القرارات اللي خدتها الشركة وسهم الشركة ارتفع مرة تانية لأعلى مستوياته.


أزمة زي دي كانت كفيلة على الأقل تموت براند تايلنول وده لو كان حصل كان هيعتبر ان الشركة خرجت بأقل الخسائر، لكن اللي عملته الشركة رجع ثقة الناس تاني في الدواء وخد شهرة أكتر بكتير من اللي كان واخدها قبل ده مايحصل، فهما مش بس خرجوا من الأزمة، دول حولوا الأزمة لفرصة للنمو.


#كرياتوفا

هام:
الفوضى الرقمية: هوس الاحتفاظ بالملفات الإلكترونية
المؤثرين في عصر السوشيال ميديا وتأثيرهم على الجمهور
الفلوس أهم ولا الخبرة

علي ماهر
علي ماهر
خبرة 11 عامًا في كتابة المقالات في مجالات متنوعة مثل التقنية، السيارات، الساتلايت. يمكن متابعة مقالاتي والتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيسبوك - X (تويتر سابقًا) - لينكدإن
تعليقات