فقاعة الدوت كوم كانت أزمة اقتصادية رهيبة حصلت في الفترة بين 1999 و 2002، وهي كانت أزمة غريبة جداً وجديدة جداً على الناس وقتها، ومحدش كان فاهم في ايه بالظبط.
منتصف التسعينات كانت بداية الازدهار الحقيقي للانترنت، كمية الاستارت ابس اللي اتعملت واللي كانت بتعتمد بشكل أساسي على مواقع الويب كانت كتير جداً جداً، لدرجة ان المستثمرين كانوا بيحطوا فلوسهم في الاستارت ابس دي وهما مغمضين، لأنهم شايفين ان ده المستقبل.
أكتر من 95% من الاستارت ابس
دي كانت بتفشل بعد سنة بالظبط! وفشل تام وده بسبب ان الناس لسة معندهمش
الثقافة الكافية لاستخدام مواقع الويب، او لوجود خلل في الخطة من الأساس،
فشل التخطيط ده كان بيوصل ان المواقع كان بيبقى عليها زيارات كتير ومش
عارفين يكسبوا منها ازاي، وكانت النتيجة ان فلوس الاستثمارات بتضيع بدون أي
نتيجة.
نتيجة للفشل التام اللي كان بيحصل ده، البورصة انهارت
تماماً، لأن كله بدأ يبيع الأسهم، لدرجة ان بورصة ناسداك انهارت هي كمان،
وكل المشاريع والشركات اللي كانت بتحمل اسم .com راحت في داهية.
ويمكن
أكبر مثال على واحدة من أكبر الشركات اللي وقعت هي Pets دوت كوم، واللي
كانت أهم شركة في الوقت ده وأكبر شركة جاذبة للمستثمرين بسبب سوق مستلزمات
الحيوانات الضخم في أمريكا اللي كان وصل لحجم انفاق 24 مليار دولار سنوياً
على حيواناتهم الأليفة!
تخيل ان بعد الاستثمارات دي كلها الشركة
معرفتش تطلع هامش ربح غير 4% بس، وملايين الاستثمارات كلها اتصرفت، واتباعت
في الآخر بعد الأزمة بـ 125 الف دولار! متخيل
أمازون هي كمان كانت قريبة من اللي حصل لـ Pets، لكنهم لعبوها بذكاء شديد جداً.
أمازون عملت حاجتين أعظم من بعض..
أولاً
عملت حاجة خطيرة جداً اسمها Negative cash conversion cycle، يعني بقت
تبيع المنتجات وهي أصلاً معندهاش، تبيع وتاخد الفلوس وتروح للـ Suppliers
تشتري منهم وتوصل للمستخدمين، وده علشان تقدر تجمع أكبر كمية كاش ممكنة
تقدر تشغلها ..
كمية الكاش اللي جمعتها من الحركة دي خلت امازون تقدر تتوسع وتجذب مستثمرين جدد في وقت حدوث الأزمة.. لأن ببساطة الشركة شغالة وبتدخل فلوس!
تاني حاجة عملتها الشركة انها غيرت في
البيزنس موديل وقررت تستهدف B2B أو أصحاب الأعمال، وده عن طريق تأجير الـ
Data Centers بتاعتها، لأن أمازون كان عندهم Data Centers كبيرة جداً وده
كمان دخل كاش كبير جداً للشركة.
بعد انتهاء الأزمة في 2002، أغلب الشركات فلست وقفلت واللي مقفلش انهار بشكل كبير، وأمازون قيمتها وحصصها السوقية ارتفعت بشكل رهيب.
#كرياتوفا
قد يهمك:
شركة Segway: عندما تتحدي اساسيات التسويق فتسقط
عندما تكون قوتك هي سبب افلاسك Munchery
كيف تعاملت شركة Johnson & Johnson مع اتهامات مقتل العملاء
كيف قضت سياسات اوبر الاحتكارية علي خدمة أسطي في مصر وامثالها؟
هل ستكون نهاية موقع ساوندكلاود؟
لا تبع المياه في حارة السقيين: لماذا انهارت مجموعة دومينوز بيتزا في ايطاليا
الاستثمار بدون تخطيط: شركة Beepi من 560 مليون دولار الي البخس
185 مليون دولار في الهواء: عملية الاستثمار الاكثر غباء علي الاطلاق!
فن التسويق: كيف وصلت العلامة التجارية Supreme الي هذه المكانة