اللي عملته الشركة دي ممكن يتصنف كأقوى مثال للغباء الإداري، لأنهم قرروا يتبعوا استراتيجية Fake it till you make it، فهما بصراحة عرفوا يـ Fake it كويس اوي لدرجة انهم قدروا يجمعوا استثمارات بـ 100 مليون دولار، بس معرفوش للأسف يـ Make it.
دراسة حالة: كيف يمكن للغباء الإداري أن يدمر شركتك بأكملها؟
ScaleFactor المفروض انها شركة محاسبة ناشئة، أصحابها قرروا يعملوها علشان يغيروا شكل الحسابات للأبد، وده عن طريق إدارة حسابات العملاء بشكل اوتوماتيكي او Automated عن طريق برامج سوفت وير ذكية بتشتغل بالذكاء الاصطناعي وهتخليهم يتخلوا تماماً عن الدفاتر والورق .. لحد هنا الكلام حلو
المدير
التنفيذي للشركة David Rathmann دي كان شغال في شركة KPMG المحاسبية، ودي
واحدة من أكبر شركات المحاسبة في العالم، وكان عنده علاقات كويسة، راح عمل
ديمو للسوفت وير وقال انا هبيع الفكرة بالديمو ده واحاول اجيب بيه
استثمارات.
الديمو كان فعلاً ذكي، وكان بيعرف ازاي يجذب بيه
العملاء لكنه كان بيقنعهم ان السوفت وير ده خلصان وهينقل حساباتهم في حتة
تانية، وهيكون ليهم أكسيس على كل حاجة بتحصل.
وفي نفس الوقت كان
يروح للمستثمرين بالديمو، يقولهم انه عنده قاعدة كبيرة من العملاء بسبب
انبهارهم بالديمو وانه محتاج بس تمويل واستثمار علشان يقدر يكمل البرنامج.
فضل
على الحال ده من 2014 لـ 2020، يعني 6 سنين! يجمع في عملاء من هنا، وياخد
استثمارات من هنا، 10 مليون في 20 مليون في 30 مليون .. لحد مابقى عنده
قاعدة عملاء كبيرة جداً..
بس السؤال هنا هو ازاي كان بيشتغل للعملاء دي طول الـ 6 سنين ومفيش أي برنامج اصلاً!؟
كيف قادت استراتيجية 'Fake it till you make it' هذه الشركة للفشل الذريع؟
الحقيقة انه مع كل عميل جديد بيدخل، بيروح موظف مجموعة من المحاسبين يكونوا مسئولين عن حسابات العميل ده،
والعميل
يدخل الداتا في البرنامج، وفي محاسبين قاعدين ورا البرنامج في الـ
Backend ياخدوا الداتا يشتغلوا عليها في دفاتر ويروحوا مدخلينها في
البرنامج تاني.
صراحة احنا وقفنا عند الجزء ده كتير في التقرير
الأصلي على Forbes علشان نقدر نفهم هو ازاي كان بيعمل كدة، وازاي كان بيقنع
العملاء ان ده بيحصل Automated بس واضح ان الموضوع كان فيه تفاصيل معقدة
كتير، لأنه كان مفهمهم ان الذكاء الاصطناعي بياخد الأرقام وبيحللها الأول
علشان يشوف مؤشرات الأداء ويعطيهم أفضل الاستراتيجيات المالية المستقبلية.
وعلشان
يضمن سرية اللي بيحصل كان بيمضي كل موظف على non-disclosure agreement، او
اتفاقية عدم افصاح علشان لو سرب كلمة يسجنه على طول.
وطبعاً طول
الـ 6 سنين كانت العملاء مبتكملش معاهم كتير، لكنه طول الوقت كان بيجيب
عملاء جدد، لدرجة ان العملاء اللي داخلين بيبقوا اضعاف اللي خارجين.
فضلوا
على الحال ده لحد 2020 لحد ماجمعوا استثمارات بـ 100 مليون دولار، لحد
مالقوا الموضوع بيكبر وبيفلت منهم ومش عارفين يخلصوا السوفت وير "المزعوم"
والمستثمرين بدأوا يعرفوا ان مفيش برنامج اصلاً والعملاء حساباتهم كان فيها
مشاكل كتير جداً.
أول الكورونا مادخلت في 2020، ماصدقوا ان ده
حصل وبعدها بكام شهر أعلنوا افلاس الشركة بسبب كورونا اللي المفروض أثرت
على حسابات العملاء بتاعتهم، وطبعاً ده مش حقيقي، لكنهم خدوا كورونا كمنقذ
ليهم.
كل ده اتكشف بعدها بسنة في 2021، لما كذا عميل من العملاء
بتوعهم قرروا يتكلموا على السوشيال ميديا، لحد العملاء كلهم والمستثمرين
ماكتشفوا انه كان بيتضحك عليهم طول الفترة دي وحساباتهم كلها كانت في دفاتر
بتتعمل من محاسبين عاديين ومفيش أي سوفت وير ولا حاجة.. وانها كانت
نصباية.
#كرياتوفا