لو انت متابع الترين في هذه الفترة فأنت اكيد تعرف بترين النت اللا محدود في مصر لكن في بعض المعلومات الهامة التي يجب ان تعلمها جيدآ لماذا الإنترنت الغير محدود في مصر مستحيل، فكرة عمليًا مستحيلة!.
لماذا فكرة الانترنت الغير محدود التحميل في مصر لا يمكن تطبيقها؟
قبل ما تيجي تتهمني بالإحباط والتحيز تعالى بس افهم معايا ليه فعلًا حاجات زي طبيعة الإنترنت في مصر وقوانين الحكومة بتخلي حاجة زي كدا غير قابلة للتطبيق نهائي.
المصرية للإتصالات شركة مدرجة في البورصة وليست ملك للحكومة، يعني فيه مستثمرين آخر كل فترة محددة عايزين أرباحهم من الشركة. تمام؟ تمام.
بالرجوع لبيانات الشركة المالية اللي أصدرتها عن عام 2021، المصرية للإتصالات خلال 2021 اجمالي الأرباح كان حوالي 37 مليار جنيه، بينما صافي الأرباح بعد تكاليف التشغيل واجور الموظفين وكل الحاجات التانية حوالي 8 مليار جنيه. يعني الشركة ارباحها يدوبك 25% من إيراداتها.
بس هل الرقم دا بيحكي الحكاية كلها؟ لأ أكيد
بص كدا، الشركة ليها مصادر دخل غير الإنترنت الثابت أكيد، وأكبر مصادر دخلها اصلا هي الكابلات البحرية والبنية التحتية. الشركة ايراداتها من أعمال البنية التحتية 18 مليار جنيه، تكلفة التشغيل بقا بتاعت القطاع دا كام مليار يا مؤمن؟ 17 مليار جنيه. يعني بعد ما صرفنا 17 مليار كسبنا كام؟ مليار واحد بس.
يعني انت عندك هامش الربح 0.05%
ودا بيرجع طبعًا لإن المصرية الإتصالات هي الشركة الوحيدة والمسؤولة عن البنية التحتية زي الكابلات اللي بتجري في الأرض والشركات زي أورانج وفودافون بيشتروا منها حق استخدام الكابلات دي بس مش بمبالغ مهولة أعتقد ودا اللي بينتج عنه هامش الربح الضعيف دا.
بينما إيرادات المصرية للإتصالات من الإنترنت كام؟ 11 مليار جنيه، تكلفة التشغيل او كام؟ 1 مليار جنيه بس! يعني بندفع مليار جنيه ونكسب 10 مليار!
يعني الشركة بتعمل أرباح مهولة من ورا الإنترنت وبتستخدمها عشان تدفع تكاليف تطوير البنية التحتية الدائمة.
طب ليه الشركات التانية زي اورانج وفودافون أسعار الإنترنت
المنزلي عندهم نفس أسعار المصرية للإتصالات رغم انهم مش بيصرفوا نفس المصاريف، وبما ان ارباح الإنترنت كبيرة جدا كدا؟
ودا بسبب الجهاز القومي لتنظيم الإتصالات، واللي بيحدد السعر لكل الشركات، مأخدتش بالك ان تقريبًا كل باقات الإنترنت المنزلي من كل الشركات شبه بعض؟ وان تقريبًا كل الباقات واحد اصلًا؟
نظريتي هنا ان الجهاز القومي لتنظيم الإتصالات بيفرض الأسعار الموحدة دي عشان تصب في صالح ابن الحكومة المدلل المصرية للإتصالات، ماهو الشركات دي لو اتسابت لحريتها، هيبقا عندها قدرة انها تعمل باقات احسن وتاخد أرباح أقل في سبيل انها تتوسع، ماهي أرباحها كتيرة كدا كدا!
بينما المصرية للإتصالات ف هي مجبرة على اللي سعر الباقات دا وكونها محدود، ومضطرة إنها تاخد هامش ربح مهول من خدمات الإنترنت عشان تقدر تصرفها على البنية التحتية والكابلات وغيرها بما انها المسؤول الوحيد عنه. انك تسيب السوق حر انت كدا بتبعد الناس عنه، اللي هو اساسًا بيصرفها على تطوير الإنترنت في مصر عموما.
المشكلة دي احنا للأسف مجبرين عليها بواقع القوانين الحالية. بينما مش موجودة في أغلب العالم عشان الشركات بتبقا هي المسؤولة عن انها تحفر وتمد الكابلات وغيرها، يعني المفروض فودافون هي اللي تحفر وتعدي كابلاتها، وإتصالات هي اللي توصل الكابل لحد بيتك مش تأجره من المصرية للإتصالات.
او إن الحكومة هي اللي بتصرف على البنية التحتية وبتبقا مش شركات خاصة، وبالتالي مش مطلوب منها أي أرباح. يعني كان ممكن المصرية للإتصالات تكتفي بالمليار اللي بتعمله من أعمال الكابلات، وتسيب الشركات حرية تشغيلها واستغلالها.
ودي مشكلة المصرية للإتصالات عموما، انها شركة بتقوم بأعمال الحكومة واللي المفترض ان مش مطلوب منها أي أرباح، بس في نفس الوقت هي مدرجة في البورصة وليها مستثمرين عايزين أرباح من ورا فلوسهم اللي في الشركة.
طيب تعالى نغير القوانين؟ انت كدا بتضرب في الشركات الخاصة، مينفعش فودافون تصحى بكرا تلاقي نفسها مجبرة تعمل بنيتها التحتية الخاصة في مصر كلها عشان تعرف توصل الإنترنت لمشتريكها، ودا مش هينفع برضو مع أورانج وإتصالات وغيرهم. احنا في موقف صعب مفيش مهرب منه تقريبًا غير انك تخلي المصرية للإتصالات شركة كابلات وبس، ومعتقدش اننا ممكن نشوف حاجة زي كدا في يوم من الأيام.
المصدر: Xplainer