هنتكلم النهاردة عن الذكاء الإصطناعي واستخدامها في الحروب في أرض المعركة والمجالات العسكرية . قبل ما نبدأ عايزين نفرق بين الذكاء الإصطناعي "الصندوق الاسود" والذكاء الإصطناعي "القابل للتفسير" ، الذكاء الإصطناعي في الصندوق الأسود يتم إستخدامه في التجارة والأسواق والتنبؤ ببعض المهام الحياتية البسيطة تكلفة القرار الخاطئ مش غالية نسبيا.
ولكن لو في بعض الصناعات كصناعة السيارات ، والتنقيب عن البترول والغاز ، الحروب إستخدام الذكاء الإصطناعي فيها بيكون مٌكلف جدا نظرا ﻷن تكلفة القرار الخاطئ تٌكلف مليارات الدولارات ، والتوزيع مش توزيع ثابت عادي ممكن يختلف من حالة للتانية ولكن ده بشكل عام ، والسبب في اختلاف نوع النظام اللي هتستخدمه هو السؤال التالي " ليه " ، إحنا بنقدر نتنبأ بنسبة خطأ بسيطة حاجات ممكن تحصل في المستقبل بناء على معادلات رياضية عظيمة جدا ولكن مش عارفين السبب بتاع التنبؤات دي ، فيه جزء غامض مش هنقدر نعرف ايه تفاصيله وهو الصندوق الاسود المليء بالارقام العشوائية بداخل النماذج التنبؤية والتحليلة بتاعتنا وهنا المشكلة بتظهر ، نسبة الخطأ في المعارك لو 1% فدي ممكن تسبب في مقتل نسبة كبيرة جدا من الكتيبة بسبب صاروخ مٌوجه بشكل خاطئ أو طيارة مٌسيرة متقدرش تفرق بين قواتها وبين قوات العدو فتضرب قواتها الخاصة وإلى أخره.
روسيا : في تصريح ل" فلاديمير بوتين " رئيس روسيا قال : " Putin says the nation that leads in AI ‘will be the ruler of the world "، " الأمة الي تكون رائدة في مجال الذكاء الإصطناعي هتحكم العالم " التصريح الي قاله مش مبالغ فيه أبدا حيث إن الجنرال "فيكتور بونداريف" القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية سبقه وقال في فبراير 2017 إن روسيا شغالة على صواريخ موجهة بالذكاء الإصطناعي بتقدر انها تحدد أهداف جديدة داخل أرض المعركة وتبدل ما بينهم علي حسب أولوية دعم الجبهات ! خبراء الطيران الروسيين شايفين انهم يعطوا أولوية قصوي لمشاريع الدرونز " طائرات بدون طيار " مشاريع طائرات " أوريون ، هانتر ، ألتير " وشايفين إن ده سيعزز قدرتهم على الاستطلاع بما في ذلك المجموعة المتمركزة في سوريا ، وعلى ذكر روسيا هنذكر تحت مواجهات مباشرة بين الطائرات الدرونز التركية وأجهزة الدفاع الجوي الروسية وإزاي قدرت تتغلب عليها في سوريا من يومين .
أمريكا : في 11 فبراير 2019 ترامب وقع على أمر رسمي لكل المنظمات ووكالات البحث العلمية والمؤسسات التقنية في أمريكا برفع كل القيود عن الأبحاث والباحثين وتخصيص موارد أعلي من الموارد المخصصة لدعم الذكاء الإصطناعي وجعل أمريكا رائدة للذكاء الإصطناعي في العالم . أمريكا أسلحتها متنوعة جدا ، بداية من الحقائب الذكية والخوذ ذات الاعين المتعددة الي الاسلحة الأوتوماتيكية ذاتية التوجيه الذكاء الإصطناعي وهنوصل في النهاية "الدبور الأسود - The Black Hornet" ودي عبارة عن Drone صغيرة بيستخدموها ضباط العمليات الخاصة بحيث إنها تكون سبقاهم بأكثر من دقيقة وتنقلهم في الخوذ الذكية متعددة الأعين صورة في الوقت الحقيقي وبجودة سينمائية وتم إستخدامها في حرب العراق بالمناسبة وسايب مصادر تحت علشان تقرأ فيها أكتر عنه. أمريكا عندها منظومة رؤية متكاملة اسمها IVAS ودي تقدر تقول عليها نضارة بالواقع المعزز ، لو انت على الجبهة ممكن تكون شايف كل الجبهات المجاورة ليك وكل زملائك وأدائهم ونقاط التقدم والضغط والتراجع ، بالاضافة لأنك ممكن تجتمع بكل القيادات عن طريق الواقع المعزز كأنك في مكالمة فيديو بالظبط ، وهي تعمل شات مع قادة الكتائب التانية كل ده منك للقمر الصناعي بشكل مباشر . بالاضافة لشركة تحليل البيانات Palantir Defense الي فازت بعقد إسناد مهام تحليل وتعدين ونمذجة بيانات الجيش الأمريكي بمنتجها العظيم Nexus Peering الي بتتيح للشركات والمؤسسات العسكرية من مزامنة كل البيانات حول العالم حتي في المناطق النائية وده كويس جدا في حالة وجود قواعد عسكرية بحرية او ما شابه .
تركيا : إنك تكون هتشتغل في كل مجالات الذكاء الإصطناعي في المجال الحربي دي جملة كبيرة جدا ، تركيا أخذت مسار معاكس للكل هي ركزت علي سلاح واحد بس وحاولت إنها تطوره علي مدار أكثر من 10 سنين ، ساحة المعركة في سوريا كانت معرض سلاح حضره كل القادة الحربيين في العالم ، على الرغم إن الفترة الاخيرة كانت معرض مفتوح للدب الروسي الآن موازين القوة الحقيقية ظهرت بعد إعلان تركيا بالرد على مقتل 38 جندي من جنودها بقصف عنيف بالطائرة المسيرة " بيرقدار" تركيا علي الجيش السوري في الهجمة الواحدة بتطلع اكتر من 20-30 طائرة مسيرة ممكن يسقط منها 50% مع دقة استهداف عالية جدا ولكن تكلفتها تكاد تكون لا تٌذكر ﻷنها تصنع محليا . وهسيب تحت ليكم فيديو في قصف منظومات دفاع روسية وتحديدا " منظومة دفاع جوي بانتسير إس 1 " مقدرتش المنظومة تصنفها وبعد ثواني من الوقوف أمامها وفي رسالة إستهزاء دمرت الطائرة المٌسيرة "بانتسير إس 1 " روسية الصٌنع وﻷجل الإنصاف مش أول مرة منظومة الدفاع الجوي الروسية دي تتعرض للتدمير ، سبق وحصل إن "اللاشئ" دمرت نفس المنظومة في قصفين لصواريخ موجهة اليا لمليشيات حزب الله في سوريا .
اللاشئ : اللاشئ على الرغم من أن الكل يستهزئ به وبقدرته إلا أنه يطور منظومة " حرب شوارع تعمل بالذكاء الإصطناعي" ، الي في الجيش يعرف إن حرب المدن او حرب الشوارع وسط المدنيين صعبة جدا على الجيوش النظامية ، وإنهم يواجهوا صعوبات في التمركز والتقدم والرجوع وخصوصا في دراسة تفاصيل المناطق وحلها الوحيد إنهم يضربوا المنطقة بالموجودين فيها عن طريق سلاح الطيران ، ولكن مع إحتمالية وجود انفاق تحت الارض الفكرة دي مبقاش ليها لازمة وبقت من الماضي . الفكرة بتاعتهم الجديدة ببساطة إن لما الجنود تنزل أرض المعركة ننشر كاميرات في كل مكان نقدر ننشر فيه في المدينة ، وكميات رهيبة من الدرونز هيتم تمركزها ، يعني الدرونز مش هتطير ﻷ ، الدروز هتوصل لنقطة وتتحول لكاميرا صغيرة وهتفضل ثابتة ، الجنود في ارض المعركة هيكون معاهم نٌظم رؤية كاملة وشاملة ومتطورة شبيهة بنظام الرؤية الأمريكية IVAS ، الفكرة كلها في النظام ده أنه هيقدر يتوقع إطلاق النار القادم هيكون منين بالظبط نتيجة تحليل كل الكاميرات الموجودة في ساحة المعركة ، الهجوم هيكون استباقي وتحليلي ، يعني ميدان المعركة في المٌدن هيتحول من أنه رجل لرجل الي رجل ضد لا شئ ! بالمناسبة : الدرونز والصواريخ الموجهه الصغيرة بتحدد حاملين السلاح وبتبدأ تضرب فيهم بشكل موجه ذاتي ، يعني بمجرد ما تكون ماسك سلاح وماشي بيه أنت معرض للقنص الألي .
الصين : الصين محتاجة مقالة كاملة ، هعتذر عن ذكرها في المقالة دي . المجال يتطور بصورة مرعبة طبعا الدول العربية ملهاش دعوة بالمجال ده ، لكن انا شايف حاجة تانية خالص ، المجال ده المحتوى العربي يتطور وينمو بسرعة كبيرة جدا مقارنة بباقي المجالات ، كل الجامعات والكليات العربية بدأت تهتم بالموضوع وتعطيه أولوية ، انا اتعاملت مع ناس كتير من جوه المجال ده خارج الوطن العربي ، حرفيا الناس دي مش في مستوانا خالص واقل واحد يعرف هنا معلومات بالنسبالهم ثروة قومية ، أرجوكم متسافروش ، أرجوكم خدموا بلادهم وأوطانهم ، فيه فرصة كبيرة جدا ، مش محتاج علشان تدخل المجال الحربي في الذكاء الإصطناعي غير أنك تكون فاهم منهجية علوم البيانات عموما والذكاء الإصطناعي ، بعد كده إنت قادر تعمل أي حاجة ، وأفتكر إن سلاح الحرب الإلكترونية هو المستقبل .
